عندما عجزت معالم التعبير عن الذات عن فهم هويتى , عقدت العزم على فعل شىء أهواه , شىء ينسينى ما ينسينى , شىء يأخذنى بعيدا عن كون حياتنا أشلاء الحياة..
وقفت تحت شجرة الصمت , استظل بظلها الظليل , لعل نسيم الرضا يهب علينا , فتصدر أوراقها موسيقى .. تنسينى معها جفاف العمر بداخلى
وقفت .. و انتظرت , و لم تهب الرياح .. واصلت السير حتى تجمد الدم فى عروقى..فقد ت الحماس, و لا أثر للرياح..
جلست أستشعر دفء الأرض و أنا عليها عبء ثقيل..كم تتحمل هى و نحن لهمومنا متثاقلون
نهضت .. غيرت اتجاهى و مشيت بخطى ثابتة , فاقدة لكل معانى الحياة , خطواتى كلحن يعزف نفسة مرات و مرات ..حتى فقد معناة و لم يعد لة رنين..
نظرت للسماء من فوقى , و نظرت الى كفى يداى , فوجدتهما باردتان .. ترتعشان.. بلا خطوط .. بلا عمر .. , بلا نصيب
انعكست أضواء الشمس على وجهى , فزادته صفرة , و ان زادت بريق عيونى
نظرت حولى لعلى أجد أحدا من بعيد
وجدتنى وحدى.. أبحث عن نفسى من جديد
أخذت ألعق ما بقى من الكلمات فى حلقى ,أجول بخاطرى , لعلى أصل الى مكان بعيد
لم أصل لأى مكان ..فالجو بارد و الضى من دون قناديل
وجدت ستارا..و تحته ماء , أزحت الستار فانكشف المكان.. و تحرك الماء تجاهى .. و قفت ساكنة أراقب نفسى فى مرآه الحياة .. . . أشفقت عليها!
مازلت ممسكة بالستار , هممت أن أغلقها و أعيدها من جديد , ما لبثت حتى شعرت بنسيم , بوادر النسيم العليل
و الستار مازالت فى يدى . و عيناى تحلقان فى فرغ سحيق
أنفلت الستار , هب النسيم , و شعرت بحياة
تهب الرياح فتغلق الستار .. أغمض عيناى و أسلم نفسى للرياح من دون تفكير